top of page
جامعة ابن هر                                              شعبة :  الجغرافية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
         -أكاد ير-    

 
                                                -   MAZOUZ Abderrahim
                                                         
            
  السنة الجامعية
2009-2010

 

 


مـقـدمـة:

تعد ظاهرة التصحر من المشاكل الهامة وذات الآثار السلبية لعدد كبير من دول العالم، وخاصة تلك الواقعة تحت ظروف مناخية جافة أو شبه جافة أو حتى شبه رطبة. وظهرت أهمية هذه المشكلة مؤخراً، خاصة في العقدين الأخيرين، بشكل كبير، وذلك للتأثير السلبي التي خلفته على كافة الأصعدة، الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. 

على الرغم من قدم ظاهرة التصحر، لكن في الفترة الأخيرة تسارعت وتفاقمت إلى الحد التي أصبحت معه تهدد مساحات كبيرة جداً وأعداد هائلة من البشر بالجوع والتشرد والقحل.

والتصحر حسب التعريف الحديث والمعتمد من قبل UNCCD هو: "تدهور الأراضي" في المناطق الجافة وشبه الجافة، وشبه الرطبة، الناتجة عن عوامل مختلفة، منها التغيرات المناخية والنشاطات البشرية.
     وفي حقيقة الأمر فالتصحر عملية هدم أو تدمير للطاقة الحيوية للأرض و التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى ظروف تشبه ظروف الصحراء وهو مظهر من التدهور الواسع للأنظمة البيئية الذي يؤدي إلى تقلص الطاقة الحيوية للأرض المتمثلة في الإنتاج النباتي والحيواني ومن ثمة التأثير في إعالة الوجود البشري.وهناك الكثير من المراحل في عملية التصحر ،لكن مهما يكن شكلها ، فان المرحلة النهائية ستكون الصحراء التامة مع إ حيوية تصل إلى الصفر إذن من هنا نتساءل ماهي أسباب التصحر ؟ وماهي نتائجها علي واحات الجنوب ؟ وماهي الإجراءات المتخذة لمكافحة هده الظاهرة على المستوي المحلي ؟

 

وقبل الخوض في موضوع أسباب التصحر ومشاكله وبعض الجوانب المتعلقة بطرق المكافحة، لابد من إعطاء فكرة عن واقع التصحر بواحات الجنوب الشرقي ، وذلك لإبراز الأهمية الكبيرة لهذه الظاهرة ومخاطرها.
أولا: موقع واحات الجنوب الشرقي .
  تنتمي الواحات المغربية للنطاق الجاف الذي يمثل أحد النطاقات الربع الأساسية المشكلة للتراب الوطني ، حيث يقع ثلاث أرباعها مابين خطوط تساوي المطر 56 و 100 ملم بينما يقع الربع المتبقي 100 و200 ملم وتصل مساحة المجال الواحي إلى 1037.324 كلم تقطنه ساكنة تصل إلى 1.6 مليون نسمة أي مابين 5.3% من ساكنة المغرب ( حسب إحصاء 2004 ) يتكون هدا المجال من دير الأطلس الصغير إلى أودية درعة وزيز و دادس و تافيلالت و فكيك ، وهو مجال يتكون من مجموعة مراكز متقدمة يتهدد أغلبها زحف الصحراء.
 
ثانيا : حالة التصحر بواحات درعة:

كما ذكرنا سابقاً، إن التصحر ظاهرة قديمة قدم التاريخ، ولم تشكل هذه الظاهرة سابقاً، خطراً يهدد حياة الناس، وذلك لتوفر التوازن البيئي الطبيعي آنذاك، ولكن وبسبب مجموعة من العوامل، سنذكرها، لاحقاً، بدأ التوازن البيئي الطبيعي يعاني من خلال سوء استثمار الموارد الطبيعية، وإلى حد أقل بكثير بسبب التغيرات الطبيعية التي طرأت على الظروف المناخية.

وفي الآونة الأخيرة، وخاصة خلال فترة ما بعد الثمانينات، بدأت ظاهرة التصحر بالتفاقم وتعاظمت أثارها السلبية على كافة الأصعدة، البيئة، الاجتماعية، الاقتصادية، والسبب في ذلك يعود بشكل أساسي إلى الزيادة الكبيرة لعدد السكان، وزيادة الطلب على الغذاء، التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية والتوسع والتكثيف غير المرشد في استثمار الأراضي، وإلى غير ذلك من جوانب الضغط على موارد الأراضي.

 


صورة رقم 12 : زحف الرمال بشكل كبير و تدهور الواحة بفعل موت النخيل
 
صور شخصية بالقرب من منطقة المحاميد

ثالثا: أسباب التصحر:

يمكن أن تعزى ظاهرة التصحر إلى مجموعتين من الأسباب:

1- أسباب ناتجة عن الظروف الطبيعية:

يقصد بالأسباب الطبيعية، التغيرات المناخية التي حصلت خلال فترات زمنية مختلفة، سواء تلك التي حصلت خلال العصور الجيولوجية القديمة والتي أدت إلى ظهور وتشكل الصحاري التي غطت مساحات واسعة مثل الصحراء الكبرى في أفريقيا، والربع الخالي في الجزيرة العربية، وعلى الرغم من أن نشوء وتكوين هذه الصحاري قد اكتمل منذ فترات زمنية بعيدة، إلا أن تأثيرها لازال قائماً على المناطق المجاورة و خاصة الواحات  .

أما التغيرات المناخية الحديثة، يقصد بها تلك التي حدثت في الماضي القريب من حوالي عشرة آلاف سنة، والتي لعبت دوراً مهماً في عملية التصحر وتكوين الكثبان الرملية، علماً أن هذه التغيرات المناخية الحديثة لم تكن سلبية في جميع المناطق، بل في بعض المناطق كان التغير إيجابياً، ويعتقد الآن أنه هناك فترة من الجفاف تسود في المنطقة العربية حيث تتصف بالتالي:

-   تكرار فترات الجفاف.
-   التباين الكبير في كمية الهطول السنوي وتوزعه.
-   سيادة الرياح القارية الجافة على الرياح البحرية.
-   الفرق الكبير في المدى الحراري اليومي.

2- أسباب ناتجة عن النشاط الإنساني:

يمكن أن تعود هذه الأسباب إلى الزيادة الكبيرة في عدد السكان، والتي رافقها زيادة في الاستهلاك وكذلك التطور الاقتصادي والاجتماعي، أدى ذلك إلى زيادة الطلب على المنتجات الزراعية، هذه العوامل دفعت الإنسان إلى زيادة استغلاله للموارد الطبيعية والتي جاء في غالب الأحيان بشكل غير مرشد، إضافة لذلك فقد بدأ نشاط الإنسان مؤخراً يمتد إلى المناطق الهامشية ذات النظام البيئي غير المستقر والهش. ومن أسباب التدهور نجد:

-   تدهور الغطاء النباتي:  بسبب الاستثمار غير المناسب. مثل الرعي الجائر، قطع الأشجار والشجيرات. مما أدى إلى تدهور الغطاء النباتي، وخاصة في مناطق المراعي.
-   تدهور الأراضي: يأخذ تدهور الأراضي أشكالاً متعددة منها التدهور بفعل التعرية الريحية أو المائية أو كليهما معاً، التدهور الفيزيائي والكيميائي والحيوي، وكل ذلك يعود إلى الطرق الخاطئة في إدارة موارد الأراضي.
-   خسارة التربة الزراعية: تتعرض التربة الزراعية الخصبة، وخاصة حول المجالات الأهلة بالسكان  إلى الزحف العمراني، مما يترتب على ذلك خسارة مساحات كبيرة منها، وهذا الزحف يأخذ أشكالاً متعددة منها، أبنية سكنية، منشآت صناعية، بنى تحتية.. .
وكنتيجة لما سبق يمكن أن نميز مجموعة من عمليات التدهور أو التصحر، والتي يمكن أن تتطور في منطقة ما، حسب ظروف المنطقة المعنية، ومن أهم عمليات التصحر نذكر باختصار ما يلي:

1- التدهور بفعل التعرية الريحية.
2- التدهور بفعل التعرية المائية.
3- التدهور الفيزيائي.
4- التدهور الكيميائي.
5- التدهور الحيوي.
- ملوحة المياه بالواحات السفلى .  
- تعاظم سنوات الجفاف وتقلص حجم الواحة وهو مايظهر بشكل واضح في الصور أسفله بحيث أن واحة تنزو لين تعرف خللا كبيرا في محيطها البيولوجي  

 

 


- واحة تنزو لين في سنة 1995

مكتب الاستثمار الفلاحي 1995

- واحة تنزو لين في صيف سنة  2007

 

 
صور شخصية ماي 2008


رابعا: مكافحة التصحر:

لقد ذكرنا سابقاً، أن ظاهرة التصحر قديمة قدم التاريخ، وتفاقمها في العقود الأخيرة من القرن الماضي كان بسبب غياب التوازن البيئي الطبيعي  بين عناصر البيئة المختلفة. وذلك نتيجة للاستثمار الجائر وغير المرشد للموارد الطبيعية حتى وصلت الأمور إلى مرحلة الخطر، وفي بعض الأحيان تجاوزتها.

أمام هذا الواقع، كان لابد من أن تدرك الجهات المعنية خطورة الموقف والقيام باتخاذ الإجراءات والوسائل الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة والوصول في مرحلة متقدمة إلى إيقافها، مع إيلاء المناطق التي تدهورت الأهمية الكافية لإعادة تأهيلها.

بطبيعة الحال لم تنشأ ظاهرة التصحر دفعة واحدة، بل كان ظهورها بهذا الحجم نتيجة لتراكمات التعامل غير المناسب مع الموارد الطبيعية خلال فترة طويلة من الزمن وبالتالي فإن معالجة هذه المشكلة يحتاج إلى وقت طويل، ولا توجد حلول سريعة لها، لكن يجب البدء باتخاذ الإجراءات الأولية التي تحد من تسارع هذه الظاهرة، ومن ثم وضع الخطط اللازمة لمكافحتها على المدى البعيد.

ومن المبادئ الأساسية التي يمكن الاسترشاد بها لوضع خطط عمل لمكافحة التصحر، وذلك حسب المؤتمرات الدولية المعنية بذلك:

-   استخدام المعارف العلمية المتاحة وتطبيقها، خاصة في تنفيذ الإجراءات الإصلاحية العاجلة لمقاومة التصحر، وتوعية الناس والمجتمعات المتأثرة بالتصحر.
-   التعاون مع كافة الجهات المعنية بذلك، على الصعيد المحلي، القطري، الإقليمي والدولي.
-   تحسين وترشيد استخدام الموارد الطبيعية بما يضمن استدامتها ومردودية مناسبة آخذين بعين الاعتبار إمكانات وقوع فترات جفاف في بعض المناطق أكثر من المعتاد عليها.
-   القيام بإجراءات متكاملة لاستخدام الأراضي، بحيث تضمن إعادة تأهيل الغطاء النباتي، وخاصة للمناطق الهامشية، مع الاستفادة بشكل خاص من الأنواع النباتية المتأقلمة مع البيئة.
-   يجب أن تكون خطة عمل مكافحة التصحر، عبارة عن برنامج عمل لمعالجة مشكلة التصحر من كافة جوانبها.
-   يفترض أن تهدف الإجراءات المتخذة إلى تحسين ظروف معيشة السكان المحليين المتأثرين بالتصحر، وإيجاد الوسائل البديلة التي تضمن عدم لجوء هؤلاء السكان إلى تأمين حاجاتها بطرق تساهم في عملية التصحر.
-   على الجهات المعنية بهذا الشأن إصدار القوانين الخاصة بحماية الموارد الطبيعية بأنواعها المختلفة، وتطبيق هذه القوانين بشكل فعال وجاد.
-   اعتبار السكان المحليين جزء هام من مشروع مكافحة التصحر، وتوعيتهم وإشراكهم في هذا المشروع منذ البداية، وتكوين الاستعداد عندهم للعمل في المشروع والدفاع عنه، لأنه من المعروف أنهم هم الهدف النهائي لمكافحة التصحر، وذلك من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، هذا يرتب على الجهات العاملة في مكافحة التصحر تأمين حاجات تلك المجتمعات بالشكل المناسب والذي يضمن عدم عودتهم إلى الاستغلال الجائر أحياناً لبعض الموارد الطبيعية.
خامسا : المحافظة على التربة والغطاء النباتي ومقاومة التصحر:
نظراً لتعدد مظاهر تدهور التربة، المرتبطة، أساساً، بالخصوصيات المناخية، واستعمالات واستخدامات مختلف أصناف الأراضي، تتعهد الدول المغاربية بما يلي:
- وضع سياسات ناجعة لاستصلاح واستعمال واستخدام الأراضي، محافظة على التربة وخاصيتها، تلبية لمقتضيات الأمن الغذائي.
- دعم المشاريع القطْرية، والمشاريع المشتركة، الهادفة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية للفلاحة وتنميتها.
- الحفاظ على التوازن الهيكلي بين المناطق العمرانية والأراضي الفلاحية، في نطاق احترام التشريعات الخاصة بحماية الأراضي الفلاحية من الإتلاف والزحف العمراني العشوائي.
- إتباع طرق ملائمة، تضمن استخداماً واستعمالاً سليمين للأراضي، واستمرارية إنتاجيتها، وحمايتها من التدهور.
- تشجيع استعمال كل ما من شأنه أن يقلص من مظاهر تدهور التربة، وخاصة منها الأسمدة العضوية والطرق البيولوجية، عوضاً عن الأسمدة الكيميائية والمبيدات.
- العمل على الحد من تدهور التربة، بفعل الانجراف والتعرية والتملح وغيرها.
- ونظراً للانعكاسات الخطيرة، الناتجة عن زحف الرمال والتصحر في جل بلدان المغرب العربي، تتعهد الدول المغاربية بما يلي:
- العمل على الحد من تدهور التربة، بفعل التصحر.
- التوفيق بين المشاريع التنموية، المحدثة في المناطق الصحراوية، وحماية المحيط.
- الاهتمام بالغابات والتشجير، والمحافظة على التوازن البيئي.
- دعم المشروع الإقليمي لمقاومة التصحر في الدول المغاربية.
سادسا : تدخل الدولة .
     يعتزم المغرب تقديم مشروع "مكافحة التصحر ومحاربة الفقر من خلال الحفاظ على الواحات وتأهيلها" ويهدف المشروع إلى المحافظة على هذا النظام البيئي. وقد أعدت وزارة التعمير المغربية هذا المشروع بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية.
وقد اضطرت الوزارة المعنية إلى المشروع بعد الوضعية الحرجة والمقلقة للواحات، وتأثر سكانها بتردي تلك الوضعية. وأشارت وثيقة للوزارة، نشرتها وكالة الأنباء المغربية، إلى أنه من أجل مواكبة هذه الاستراتيجية, فقد أنجزت وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية خبرة على مستوى منطقة تافيلالت التي تتواجد بها بكثرة الواحات المغربية, من أجل وضع برنامج مندمج بهدف التأهيل والحفاظ على هذا النظام البيئي, موضحة أن نتائج هذه الخبرة تمت بلورتها إلى مشروع "محاربة التصحر ومحاربة الفقر من خلال الحفاظ على الواحات وتأهيلها".
ويتضمن المشروع تدخلات تقنية إبداعية على المستوى المائي والفلاحي, ووضع إجراءات مجالية تمكن من جمع مختلف الفاعلين الإداريين, العموميين والخواص, حول رؤية مشتركة, إضافة إلى تعبئة السلطة السياسية من أجل إعادة تحديد النصوص التشريعية للحفاظ على الواحات.

 

سابعا : دور الأفراد والمجتمعات المحلية في مكافحة التصحر: 
لقد أكدت الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر UNCCD على أهمية النهج التشاركي في عملية مكافحة التصحر، واعتبرت بأن هذا النهج يجب أن يبدأ من القاعدة إلى القمة، لأن في السابق، جرت العادة بأن يقوم خبراء ببدء العملية وتحديد الأهداف والأنشطة والنتائج المتوقعة، ويقوم هؤلاء الخبراء بدعوة المجتمع المحلي للاطلاع على الخطة والمساعدة فيها. وعزت الاتفاقية أيضاً فشل جزء كبير من مكافحة التصحر، إلى عدم أخذ أفكار وقدرات الناس المحليين من البداية، لأن هؤلاء، أي السكان المحليين، هم الأكثر قدرة وخبرة في فهم بيئتهم واحتياجاتها، ولهؤلاء السكان الحق في موارد بيئتهم، وهم أصحاب المصلحة الأولى في تحسين الإنتاج مع ضمان التوازن البيئي المستدام، إضافة إلى أن المشاركة المحلية بالتخطيط واتخاذ القرار أمر أساسي لبناء القدرات المحلية. وينبغي أن يشارك في برامج مكافحة التصحر، جميع الأفراد المعنيين بذلك بشكل مباشر فمن الواضح أن صغار المزارعين (من الرجال والنساء) والرعاة والرحل وغيرهم من مستخدمي الأراضي المحلية، جميعهم عناصر حيوية في هذه العملية، إذ يرتبطون بالأرض بأوثق الصلات، كما أن القادة المحليين المسنون والزعماء التقليديون وممثلو مجموعات المجتمع المحلي، عناصر أساسية في أعمال التعبئة لمكافحة التصحر، طبعاً بالإضافة إلى الخبراء التقنيين والباحثين والمنظمات غير الحكومية والروابط التطوعية لما يمكن أن يجلبوه من مهارات وخبرات لا تقدر.

ينبغي أن تبدأ المشاركة المحلية منذ البداية الأولى لمبادرة التنمية، ويجب أن تعتبر مشاركة المجتمعات المحلية جزء لا يتجزأ من المشروع، من حيث مشاركتهم في وضع الخطط والأهداف، والتنفيذ الفعلي لمشروع المكافحة، ومتابعة تطور عملية المكافحة وتقييمها. ويجب أن تعزز عملية المشاركة من خلال حملات التوعية للتعريف بالمشكلة وأهميتها وانعكاساتها على حياة الأفراد، وفي هذا المجال يمكن أن تلعب جهات متعددة دوراً هاماً في حملات التوعية والتعريف، قطاعات التربية والتعليم، الإعلام، الأوقاف والإرشاد، الشباب والرياضة، حتى يمكن طرح هذا الموضوع في المجالس الشعبية المختلفة.

1- الدور المنشود للأفراد ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة التصحر:

من المعروف عبر التاريخ، وجود علاقة وثيقة بين المواطن العربي والأرض (سواء رجل كان أم امرأة) إلى درجة أصبحت معها الأرض بالنسبة للمواطن تمثل جزءاً من حياته، لا بل أكثر من ذلك، حيث اعتبرت الأرض القيمة الأكبر والتي تحدد كرامة المواطن. هذا الرابط أو العامل الهام يمكن أن يكون مكون أساسي يمكن الانطلاق منه لتفعيل دور الأفراد، من خلال الأسرة أو من خلال جمعيات أو منظمات أهلية.

إن مشاركة كافة قطاعات المجتمع في تنمية القدرات المحلية والوطنية، شرط أساسي في تحقيق التنمية الوطنية المستدامة من جهة والمحافظة عل الموارد الطبيعية من جهة أخرى، طبعاً من خلال وضع استراتيجية عمل واضحة تحدد دور كافة القطاعات الأهلية، مع الأخذ بعين الاعتبار أو التركيز على ترك مساحة كافية للمبادرات الذاتية التي يمكن أن تقوم بها هذه القطاعات ولإعطاء فكرة أكثر وضوحاً في هذا المجال، أي دور المجتمعات الأهلية في مكافحة التصحر، سوف نورد بعض الأمثلة من درعة  من خلال مجموعة من المنظمات الأهلية أو غير الحكومية NGO وعلى مستويات مختلفة، تقع معظم نشاطات هذه الجمعيات تحت مظلة مكافحة التصحر، ومن نشاطاتها:

-   تشجير المناطق التي تأتي منه الرياح الشرقية ، من طرف الفلاحين  ودلك عبر غرس أشجار يطلق عليها محليل النثل ، وتغطى تكاليف هذا المشروع من مساهمة الأفراد وتشجيع الجمعيات المحلية كجمعية ددرا.
-   تطبيق بعض النشاطات الزراعية المستدامة، وزراعة المحاصيل المقاومة للجفاف، في اكثر المناطق تأثراً بالتصحر، المنظمة التي تنفذ هذا المشروع، تعمل أيضاً في اتجاهات أخرى مختلفة، مثل زراعة المشاتل الحراجية في المدارس، الإرشاد الزراعي.
-   إنشاء المركز المتوسطي للغابات، بهدف تنظيم دورات تدريبية للجمعيات غير الحكومية الأخرى، وللمجتمعات المحلية، الجمعية المسؤولة عن هذا المركز تتمتع بأهلية عالية في صيانة الموارد الطبيعية، وتنظم الجمعية نشاطات في التحريج الصناعي، وحملات لمكافحة حريق الغابات وتدريب في مجال الإرشاد.
-   هناك العديد من الجمعيات الأهلية الأخرى التي تقوم بنشاطات مهمة جداً في مجال صيانة الموارد الطبيعية، وكذلك في المجال الاجتماعي، وتطوير المرأة الريفية وغيرها.

مما تقدم نلاحظ بوضوح الدور الهام التي يمكن للجمعيات المحلية أن تقوم به من نشاطات تساهم بشكل أو آخر في مكافحة التصحر، ومما ذكر عن نشاطات ودور الجمعيات المحلية في درعة يمكن أن يقال عن الجمعيات المحلية بدعم من المنظمات الغير الحكومية في باقي جهات البلاد ولكن بدرجات متفاوتة، وكمثال آخر في هذا الصدد ما تقوم به بعض المنظمات الغير الحكومية في تافيلالت  من نشاطات في مجال مكافحة التصحر، مثل نشاطات في مجال التشجير الحراجي، كذلك نشاطات الاتحاد العام النسائي في مجال تطوير وتدريب المرأة الريفية وزيادة الوعي والتعريف بمشاكل التصحر.

وكذلك لابد من التأكيد على دور الأسرة في هذا المجال وخاصة ربة الأسرة (المرأة)، حيث تشارك المرأة بشكل فعال في الزراعة والعمل الزراعي، ودورها في حماية الأرض والبيئة والموارد الطبيعية. ونظراً لتعدد أدوار المرأة الحيوية والإنتاجية، مادياً وإنسانيا، فإنها تعد المسؤولة الأولى في نطاق الأسرة عن تبني مهمة نشر الوعي البيئي لدى أولادها وأفراد أسرتها وترسيخ القيم والمفاهيم وتجسيدها في الممارسات والتصرف الذي يهدف إلى حماية البيئة ومواردها. ويتجلى دور المرأة في تعميق الوعي لدى أفراد أسرتها في مجالات عدة، منها: منع التحطيب وقطع الأشجار، التعامل مع الملوثات البيئية، في مجال الحرائق، في مجال استهلاك المياه وعدم تلوثها، ترشيد الاستهلاك، وغير ذلك الكثير من الأمور التي يمكن أن تساهم بها الأم والأسرة من خلالها.
                    

 

خـاتـمـة

رغم إدراك خطورة التصحر،إلا ان وسائل مكافحته في داخل الواحات لم ترق بعد إلى مستوى المطلوب ،الذي يمثله على شتى الأصعدة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والسياسية والأمنية. لذا بات من الضروري إعطائها مكان الصدارة في خطط التنمية .وتتطلب مكافحة التصحر وضع خطط واضحة المعالم تتضمن أهداف مباشرة تتمثل في وقف تقدم التصحر واستصلاح الأراضي المتصحرة واخرى تشمل إحياء خصوبة التربة وصيانتها في المناطق المعرضة للتصحر.ويتطلب الأمر تقويم ومراجعة الخطط بصورة مستمرة لتلافي ما هو غير صالح ونظرة بعيدة المدى وإدارة رشيدة لموارد البيئة الطبيعية على جميع المستويات وتعاون  إقليمي ودولي فعال.مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود حلول سريعة لهذه المشكلة .
ويمكن ان تختلف وسائل مكافحة التصحر من قطر  إلى آخر باختلاف مسببات وسرعة التصحر والرؤية لهذه المشكلة .

 

 

 

 

 

 

 

 


الـفـهـرس

 

مـقـدمـة..............................................................1
أولا: موقع واحات الجنوب الشرقي.......................................1
ثانيا : حالة التصحر بواحات درعة.......................................2
ثالثا: أسباب التصحر.....................................................3
1- أسباب ناتجة عن الظروف الطبيعية..................................3
2- أسباب ناتجة عن النشاط الإنساني....................................4
رابعا: مكافحة التصحر....................................................6
خامسا : المحافظة على التربة والغطاء النباتي ومقاومة التصحر..........6
سادسا : تدخل الدولة.....................................................................7

 

سابعا : دور الأفراد والمجتمعات المحلية في مكافحة التصحر..............8
1- الدور المنشود للأفراد ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة التصحر..8
خـاتـمـة........................................................9

 

 

 

المصادر و المراجع

- الميثاق المغاربي حول حماية البيئة و التنمية المستدامة الملحق 2 نواكشوط بتاريخ 16 جمادة الأولى 1413الموافق 11 نونبر1992 .

- المشروع الوطني لإنقاذ و إعداد الواحات ( مديرية إعداد التراب الوطني 2006).

 


- اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر عقد  خلال الفترة11-22 كانون الأول (ديسمبر)  2000 في مدينة بون في ألمانيا .
bottom of page